فوائد سكر النبات للأطفال

فوائد سكر النبات للأطفال

يُعد سكر النبات من المنتجات الطبيعية التي لطالما استُخدمت في الثقافات الشرقية كبديل محبذ للسكر الأبيض التقليدي، ويشتهر بمذاقه الحلو اللطيف وخصائصه الصحية المميزة، خصوصًا عند تقديمه للأطفال بكميات معتدلة. يتكوّن سكر النبات من بلورات نقية من السكروز، تُستخرج غالبًا من قصب السكر أو الشمندر السكري، وتُترك لتتبلور ببطء حتى تتشكل على هيئة بلورات كبيرة شفافة أو بيضاء. وعلى الرغم من كونه مصدرًا للسكر، إلا أن له استخدامات تقليدية وطبية متعددة في بعض المجتمعات العربية والهندية والصينية، ما جعله يُمنح للأطفال في مواقف صحية معينة لتهدئة السعال أو تحسين الهضم. في هذا المقال المفصل، سيتم استعراض فوائد سكر النبات للأطفال بناءً على المصادر التقليدية والطبية الحديثة، مع التركيز على الشروط الصحية للاستخدام والمخاطر المحتملة.

المكونات الغذائية لسكر النبات

سكر النبات هو بشكل أساسي سكروز نقي، لذلك فإن قيمته الغذائية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالسكريات الأحادية والثنائية. لا يحتوي سكر النبات على دهون أو بروتينات أو ألياف أو معادن مهمة بكميات ملحوظة، إلا أنه يتميز بالنقاء العالي من الشوائب، مقارنةً ببعض أنواع السكر الأبيض المصنعة صناعيًا. وفي بعض الأحيان، يُضاف إليه مستخلصات عشبية أو زيوت طيارة لأغراض طبية تقليدية.

جدول يوضح القيم الغذائية في 100 غرام من سكر النبات:

الفوائد الصحية لسكر النبات للأطفال

1. تهدئة السعال وتليين الحلق

يُعد الاستخدام الأكثر شيوعًا لسكر النبات بين الأطفال هو دوره في تهدئة السعال الجاف والمزمن. يُستخدم سكر النبات مذابًا في ماء دافئ أو مغلي الأعشاب مثل الزعتر أو اليانسون، حيث يعمل على تليين الحلق وتخفيف تهيج الأغشية المخاطية. ويعتقد أن بلوراته الكبيرة تذوب ببطء في الفم، مما يحفز إفراز اللعاب ويمنح الحلق ترطيبًا مستمرًا يقلل من الانزعاج.

2. تحسين عملية الهضم

من الاستخدامات التقليدية لسكر النبات في بعض الثقافات، تقديمه للأطفال بعد وجبات دسمة أو ثقيلة للمساعدة في تحسين الهضم. إذ يعتقد أن سكر النبات يُسهم في تحفيز العصارات الهضمية، ويمنع الغثيان أو الانتفاخ، خاصة عند الأطفال ذوي المعدة الحساسة.

3. مد الجسم بالطاقة السريعة

نظرًا لأن سكر النبات هو مصدر مباشر للسكريات، فهو يوفر طاقة سريعة الامتصاص، مما يجعله مناسبًا في حالات الإرهاق أو ضعف الشهية لدى الأطفال، أو عند ملاحظة انخفاض مستويات الطاقة لديهم. ومع ذلك، ينبغي تقديمه بجرعات صغيرة لتجنب الإفراط.

4. تحسين الحالة المزاجية

بعض الدراسات الحديثة تشير إلى أن السكر –عند تناوله بكميات معتدلة– يمكن أن يحفز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين، وهذا ما جعل بعض الأمهات يستخدمن سكر النبات كوسيلة طبيعية لتحسين الحالة النفسية للطفل عند البكاء أو القلق الخفيف، خصوصًا قبل النوم.

5. تهدئة آلام التسنين

في مرحلة التسنين، يعاني العديد من الأطفال من آلام مستمرة في اللثة. في بعض الثقافات، يُستخدم سكر النبات بعد سحقه بلطف وإذابته جزئيًا كدهان خفيف للثة بكمية صغيرة جدًا لتسكين الألم، غير أن هذه الممارسة يجب أن تتم بحذر وتحت إشراف طبي لتجنب خطر الاختناق أو تسوس الأسنان.

6. تخفيف الاحتقان التنفسي

عند مزج سكر النبات مع بعض الأعشاب الطبية مثل الزنجبيل أو الحبة السوداء، يُستخدم كمشروب منزلي لتقليل الاحتقان عند الأطفال في حالات نزلات البرد. هذا الاستخدام يعتمد على خصائص السكر كمذيب ونكهة مُحَبّبة تُسَهّل تناول الأعشاب ذات الطعم القوي.

الجرعة الموصى بها للأطفال

نظرًا لكون سكر النبات غنيًا بالسكريات، يُوصى بالاكتفاء بكميات صغيرة جدًا عند إعطائه للأطفال. إذ تشير التوصيات الصحية العامة إلى أن الطفل ما دون سن السابعة يجب ألا يتناول أكثر من 3 إلى 4 ملاعق صغيرة من السكر المضاف يوميًا (أي أقل من 16 غرامًا تقريبًا)، ويجب أن تُؤخذ هذه الكمية بعين الاعتبار ضمن إجمالي السكريات المستهلكة يوميًا من جميع المصادر، وليس فقط من سكر النبات.

ضوابط استخدام سكر النبات للأطفال

1. تجنب الاستخدام قبل عمر السنة: لا يُفضل إعطاء أي نوع من السكر، بما في ذلك سكر النبات، للأطفال قبل بلوغ عمر السنة الأولى، بسبب حساسية جهازهم الهضمي وخطر التأثير على براعم التذوق وتفضيلات الطعام المستقبلية.

2. الانتباه لمخاطر تسوس الأسنان: كثرة استهلاك السكر تؤدي إلى تحلل الطبقة الخارجية للأسنان، خصوصًا إذا لم تتم العناية الجيدة بصحة الفم، لذا يُنصح بغسل الفم جيدًا بعد تناول سكر النبات.

3. تجنب إعطاء القطع الكبيرة للأطفال الصغار: نظرًا لشكل سكر النبات البلوري، يجب عدم تقديمه كقطع كاملة للطفل الصغير، لتفادي خطر الاختناق، بل يُفضّل تذويبه في مشروب دافئ أو سحقه جيدًا.

4. عدم استخدامه كوسيلة دائمة لتهدئة الطفل: بعض الأهالي يعتمدون على السكريات كأداة لتهدئة الطفل أو كتشجيع دائم، مما يُسبب ارتباطًا نفسيًا غير صحي بين الطعام والراحة النفسية، وهذا قد يؤدي لاحقًا إلى اضطرابات غذائية.

استخدامات منزلية شائعة لسكر النبات للأطفال

• كمُحلٍ طبيعي في الحليب أو شاي الأعشاب.

• لتحضير مشروبات دافئة عند البرد أو الزكام.

• مخففًا في ماء مغلي لعلاج مشاكل الهضم البسيطة.

• كعنصر مهدئ في أوقات القلق الخفيف قبل النوم.

الفروقات بين سكر النبات والسكر الأبيض العادي

الخلاصة الطبية والتغذوية

سكر النبات منتج طبيعي يُستخدم منذ قرون في الطب الشعبي، خاصة في معالجة السعال وتليين الحلق، كما يوفر طاقة سريعة وآمنة للأطفال عند الاستخدام المعتدل. ورغم فوائده التقليدية، إلا أن سكر النبات لا يُعد خيارًا غذائيًا أساسيًا، ويجب استخدامه بحذر ضمن الكمية الموصى بها من السكريات اليومية للأطفال. تبقى العناية بصحة الطفل العامة، والتوازن في النظام الغذائي، والتقليل من السكر المضاف، هي الأسس الأكثر أهمية لضمان نمو صحي وآمن.

المراجع:

1. National Institute of Health – Dietary Guidelines for Americans 2020–2025

2. World Health Organization – Guideline: Sugars intake for adults and children